الوطنية : كلمة فضفاضة .. تعني كل شيء حينا ً ولا شيء أحيانا ً أخرى , يمتطيها كثير من الناس ، المتسلقون والمنافقون .لتحقيق اهداف رخيصة .، ويستخدمها الطواغيت في كل العصور شعارا ً وأداة للفتك بالمعارضين , وسبيلا ً للتنكيل بالمخلصين .
أحسب .. إن للوطنية دلالة من السماء ودلالة من الأرض ، أما دلالتها من السماء فتوحي بها الآية الكريمة ( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلنكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم) ، إذ جعلت الآية القرآنية الكريمة التمايز بين الناس لا على أساس العرق أو الدين أو الطائفة , وإنما جعلت التمايز يقوم على أساس العمل ( ” إن أكرمكم عند الله اتقاكم ” ) والتقوى عمل !!
اما الدلالة الأرضية , أن يكون عملك من أجل الوطن كالعبادة !! .. وربما تراني هنا فقيها ً أو عرفانيا ً ولكن أعتقد إن الوطنية هكذا , تعمل بإخلاص .. في كل شيء .. حين نكتب / حين نحاضر / .. حين نؤلف ,.. مؤكدا ً إن الكتابة هنا .. جهد إنساني , وربما يكون سؤالك إن الكتابة في جانبها البرج عاجي لا تعني الالتصاق بالواقع , أقول لك أمرا ً ً منذ نعومة أظفاري وأنا أعمل لا من أجل فهم الواقع فهذا جزء من المشكلة ولكن أعمل من أجل تغيير الواقع ودفعت بسبب ذلك ضريبة غالية في غربتي ومعاناتي ..
كان المعيار الأساسي هو كيف نحقق كرامة الإنسان الفرد .. بغض النظر عن كل الاعتبارات .. ونسعى لتحقيق قدر من التوازن الاجتماعي بين طبقات المجتمع وأنا طبعا ً دائما ً ومطلقا ً مع الطبقات الفقيرة المسحوقة .
المثقف يحلم .. ويسعى لتحقيق حلمه .. إن مهمتي الأساسية هي إحداث التحول والتغيير في الواقع الاجتماعي .. ولذلك أحسب إنني كنت وما زلت أمارس دوري في معارضة إيجابية .. تعتمد الحوار والتعايش من أجل إعادة صياغة العقل العراقي على أسس سليمة .. وأن يحصل كل مواطن على حقوقه كاملة . بغض النظر عن كل الاعتبارات .. العدل .. هو الغاية والمعيار في آن !!